الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنحن لم نقولك شيئا لم تقوليه، ولكنك قد قلت في سؤالك السابق: ولكني بدأت القراءة حتى وصلت لأمور السحر التي لم تكن لديّ أدنى فكرة عنها، وراجعي قولك في الفتوى رقم: 215398.
ولذلك نصحناك بالتوبة من قراءة المقالات التي تعلم السحر، ولم نذكر أنك على اتصال بالجن، ونحن نحمد لك استغفارك مما وقعت فيه من الشرك الأصغر، وإن كان عن جهل منك، فإن هذا من علامة التوبة الصادقة، والبعد عن الشرك ووسائله، فلا تحملي همّا بعد التوبة والندم والاستغفار، فإن الله يغفر الذنوب جميعا وإن كانت شركا أكبر إذا تاب العبد إليه وأناب، ومن وقع في الشرك الأصغر جاهلا فإنه يعذر بجهله لخفائه، ولأن الأصل أن الله لا يؤاخذ أحدا على ذنب حتى تبلغه الحجة، قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى: إن الذي لم تقم عليه الحجة هو الذي حديث عهد بالإسلام والذي نشأ ببادية، أو يكون ذلك في مسألة خفية مثل الصرف والعطف ـ من أنواع السحر ـ فلا يكون حتى يعرف، وأما أصول الدين التي أوضحها الله في كتابه فإن حجة الله هي القرآن، فمن بلغه فقد بلغته الحجة. انتهى.
وأما عن هذه الكلمات: فقد سبق أن ذكرنا أنها إن لم يكن فيها استعانة بالجن ونفث بالكلمات الشركية فلا أثر لها على هذا الشخص، وإنما قد يكون ذلك من باب الاتفاق، أي وافق تغير هذا الشخص زمن ترديدك لهذه الكلمات في هذا الماء وشربه له.
وأما عن حلفك إذا ما سألك أحد عن براءتك من السحر، فلك أن تحلفي له إن لم تكوني قد فعلت شيئا كما ذكرت في سؤالك، وتكونين بذلك صادقة بارة في حلفك، ومما لا شك فيه أن الأصل للعبد أن يستر على نفسه مما وقع فيه من الذنوب كما قال صلى الله عليه وسلم: من أصاب من هذه القاذورات شيئاً فليستتر بستر الله، فإنه من يبد لنا صفحته نقم عليه كتاب الله. رواه مالك في الموطأ.
وللفائدة يرجى مراجعة هذه الفتوى رقم: 158289.
والله أعلم.