الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الجنين الذي في الشهر الخامس قد نفخت فيه الروح فلا يجوز إجهاضه مطلقا، إلا إن كان في بقاء الجنين خطر محقق على حياة أمه، كما يقول بعض العلماء المعاصرين وإن كانوا قلة، وأما تشوه الجنين: فلا يبيح إجهاضه، وكذلك كون الولادة ستكون بعملية قيصرية لا يبيح للمرأة إسقاط الجنين، وقد جاء في فتاوى اللجنة الدائمة جواب عن حالة اجتمع فيها تشوه الجنين، مع احتمال الولادة بعملية قيصرية، فأجابت بعدم جواز إسقاط الجنين في هذه الحالة، ففي فتوى اللجنة الدائمة رقم: 15963ـ سؤال من الأطباء عن مريضة أجري لها تصوير بالموجات فوق الصوتية، حيث وجود تشوهات خلقية بالجنين تشمل صغر الرأس ـ الدماغ الأمامي بكامله ـ قصر المسافة، الساد ـ الماء الأبيض ـ أنف بفتحة واحدة، تشوهات بالقلب ـ بطء القلب ـ وعلى الأرجح وجود ثقب بالحاجز البطيني وكليتان غير طبيعيتين، الكلية اليسرى ذات حويصلات متعددة، وبناء على هذه النتائج فإننا نرى أن هذا الجنين غير ملائم للبقاء على قيد الحياة ونوصي بشدة بإنهاء هذا الحمل، وقد ناقشنا هذا الموضوع مع الأم التي أبدت استعدادها لإسقاط الحمل في أقرب وقت ممكن، وهي الآن كئيبة من الناحية النفسية، ونعتقد بأنها يمكننا مساعدتها نفسيا وطبيا من خلال إسقاط الحمل في هذه المرحلة، وإننا نخشى في حالة استمرار الحمل من أن ينتهي الأمر بعملية قيصرية، بما يعرض الأم لعدة مضاعفات، التي ربما تشمل الالتهاب والنزيف، وهذا من شأنه أن يعرض حياة الأم للخطر مقابل إجراء لا ضرورة له ـ فأجابت: لا يجوز إسقاطه من أجل التشوه الذي ذكر في السؤال، مع العلم بأنه قد يشفيه الله، مما بقي من المدة، ويولد سليما، كما قد وقع ذلك لكثير من الناس.
وراجع لمزيد الفائدة الفتاوى التالية أرقامها: 12351، 55363 ، 207151.
والله أعلم.