الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن ييسر أمرك ويذهب همك وغمك ويقضي دينك، ونوصيك بأن تكثر من التوبة والاستغفار، قال صلى الله عليه وسلم: من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجًا، ومن كل همٍّ فرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب. رواه أبو داود.
وأن تكثر كذلك من الدعاء، ولا سيما ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في سنن أبي داود عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم المسجد، فإذا هو برجل من الأنصار يُقال له أبو أمامة، فقال: يا أبا أُمامة؛ ما لي أرَاك جالِسًا في المسجد في غير وقت صلاة؟ قال: هموم لزمتني وديون يا رسول الله، قال: أفلا أُعلمك كلامًا إذا قلته أذهب الله همَّك وقضى عنك دينك؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال، قال: ففعلتُ ذلك، فأذهب الله تعالى همي، وقضى عني ديني.
وأما ما سألت عنه: فلا حرج عليك في التعامل به وفق ما ذكرت لكن مع اجتناب ما يسمى بالهامش والرافعة المالية بحيث تتم المتاجرة في رصيدك فقط، فقد بينا في فتاوى سابقة أن المتاجرة فيما يعرف بنظام الفوركس تكتنفه محاذير شرعية، وعلى رأس هذه المحاذير ما يسمى بنظام المارجن، والذي هو في حقيقته قرض جر نفعاً، ومن المحاذير كذلك ما يعرف بتبييت الصفقة، وقد تقدم تفصيل ذلك في الفتوى رقم: 7770.
لكن إذا استطاع المضارب أن يتجنب هذه المحذورات وغيرها وخاصة عند تعامله بالعملات والذهب والفضة مما يجري فيه الربا، كما بينا في الفتوى رقم: 3702، فلا حرج.
وأما مسألة كون شركة الوساطة تودع أموالها في بنوك ربوية للحاجة إلى ذلك مع تخلصها من الفوائد الربوية لو حصلت: فلا حرج عليها في ذلك.
والله أعلم.