الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا بالفتويين: 102065 ، 15248 أن القصة البيضاء، أو الجفوف هي الفيصل بين الحيض وعدمه، فأي منهما كان فأنت طاهر.
وعليه؛ فإذا رأيت الجفوف، فأنت طاهر، ولا يلزمك انتظار القصة البيضاء. فإن كنت تركت الصلاة، أو الصوم حتى تظهر القصة البيضاء، وجب قضاء ما تركت عند جمهور الفقهاء؛ ولبيان كيفية قضاء الفوائت راجعي في ذلك الفتوى رقم: 31107.
وذهب شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله- إلى أن من ترك ركنا من الصلاة، أو شرطا فيها، جهلا بوجوبه، لم يلزمه القضاء، وفي قوله قوة، والأحوط ما ذكرناه.
وإذا رأيت الطهر بإحدى علامتيه ـ الجفوف، أو القصة البيضاء ـ لم يلزمك الضغط للتأكد من عدم خروج شيء، لأن الأصل عدم خروج شيء؛ وانظري الفتوى رقم: 158777 ، ويكفيك أن تحتشي بقطنة، وتنظري فيها، حتى لا يفضي الأمر بك إلى الوسوسة.
وأما نزول مخاط غير نظيف بلا دم، فهو ما يُعرف بالكدرة، وقد بينا بالفتوى رقم:176529 ، وغيرها أن له حكم الحيض عند الحنابلة ما دام في مدة العادة، فإذا رأيت صفرة، أو كدرة في فترة العادة، ولو بعد الجفوف، فهي حيض على الراجح، فراجعي الفتوى المذكورة وتوابعها.
وأما إذا انقضت مدة العادة، فلا عبرة بالكدرة، ولا تعد حيضا.
والله أعلم.