الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا بالفتويين: 45075، 50195 وتوابعهما، الفرق بين المني، والمذي فراجعيها.
وإذا شككت في الخارج هل هو مني أو مذي فإنك تتخيرين فتجعلين له حكم ما شئت منهما كما هو مذهب الشافعية، وهو المفتى به عندنا؛ وانظري الفتوى رقم: 64005، وبما ذكر يزول عنك الإشكال، فإذا تيقنت أنه قد خرج منك مني وجب عليك الغسل، وإذا تيقنت أنه قد خرج منك مذي وجب عليك الوضوء، وتطهير ما أصاب بدنك وثوبك منه.
وننبهك على أن الشعور باللذة أثناء النوم ليس من شرط كون الخارج منياً. قال المرداوي الحنبلي في الإنصاف عن خروج المني يقظة بغير دفق ولا لذة: تَنْبِيهٌ: مُرَادُهُ بِقَوْلِهِ: ( فَإِنْ خَرَجَ لِغَيْرِ ذَلِكَ لَمْ يُوجِبْ ) الْيَقْظَانُ, فَأَمَّا النَّائِمُ إذَا رَأَى شَيْئًا فِي ثَوْبِهِ، وَلَمْ يَذْكُرْ احْتِلَامًا وَلَا لَذَّةً، فَإِنَّهُ يَجِبُ عَلَيْهِ الْغُسْلُ، لَا أَعْلَمُ فِيهِ خِلَافًا. اهـ.
ولا يفوتنا أن ننبهك -أختَنا الكريمة- إلى تحريم مشاهدة هذه المشاهد، وأن المؤمنة مأمورة بغض بصرها؛ قال تعالى: وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ...(31) " سورة النور.
والله أعلم.