الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس في ما قالته السائلة خروج على الحاكم! وقد صدقت في ما قالت؛ فما من مُلك إلا وسيزول، أو يزول عنه صاحبه. والخروج على ولاة الأمور يسميه الفقهاء بغيًا، وقد سبق لنا بيان الشروط التي يصدق بها هذا الوصف على فئة من الناس، وذلك في الفتوى رقم: 194463. كما سبق لنا التنبيه على أن انتقاد الأوضاع الفاسدة وبيان الحق وإنكار المنكر الظاهر، لا يعد بغيا ولا خروجًا على السلطان, وذلك في الفتوى رقم: 64926.
وأما التشهير بالحاكم المسلم لمجرد الذم والعيب، فباب من أبواب الفتنة، ولذلك فالأصل فيه المنع، إلا إذا قصِد من ذلك تحصيل مصلحة عامة، وترتب عليه تقليل الشر والفساد، أو زيادة الخير والصلاح؛ وراجعي الفتوى رقم: 212233.
والله أعلم.