الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فما دام أن والدك قد منعك من الخروج بعد غروب الشمس، فإنه يلزمك طاعته، ولا يجوز لك الخروج حتى لو كان العلم الذي تطلبينه من فروض الأعيان، ما دمت قادرة على تحصيله واستماع المحاضرات عن طريق الشبكة العنكبوتية في البيت, فهذا كاف فلا يجوز لك الخروج؛ وانظري الفتوى رقم: 169601عن طلب المرأة للعلم الشرعي بين الوجوب والاستحباب, والفتوى رقم: 211543 في بيان المنهج المتدرج لطالب العلم, والفتوى رقم: 195627.
وأما ما ذكرته عن تمذهب والدك بمذهب مبتدع، وحكم عباداته. فإن عبادته إذا أداها بشروطها وأركانها، فإنها تكون صحيحة مجزئة ما دام داخلا في جملة المسلمين، ولم تكن بدعته من البدع المكفرة.
ولتعلمي أن النصيحة من الدين، وأولى الناس بنصحك وإرشادك والدك, ولك أسوة حسنة في خليل الله إبراهيم عليه السلام فقد اجتهد في نصح أبيه بألطف العبارات, فاجتهدي في نصح أبيك، وبيان الحق له بأدلته الشرعية من الكتاب والسنة، مع غاية الرفق واللين، وتحيني الأوقات المناسبة لذلك مع الاجتهاد في الدعاء له بالهداية. وإذا بذلت جهدك في هذا فقد أديت ما عليك, والهداية بيد الله يهدي من يشاء فضلا، ويضل من يشاء عدلا.
والله تعالى أعلم.