الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج في صلاة النساء في مصلى العيد في الخلاء، لما ثبت من شهود النساء صلاة العيد مع النبي صلى الله عليه وسلم روى البخاري ومسلم عن أم عطية رضي الله عنها: أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: يخرج العواتق وذوات الخدور، أو العواتق ذوات الخدور، والحُيضّ، وليشهدن الخير ودعوة المؤمنين، ويعتزل الحيض المصلى.
ومعلوم أن صلاة العيد كانت تؤدى في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في المصلى، وهو مكان عام خارج المدينة في الخلاء، ويُجعل لهن مكان خاص بهن، ولا بأس بوضع ساتر فاصل بين الرجال والنساء، لما فيه من الصيانة لهن عن نظر الرجال خصوصا وأن كثيرا من النساء في هذا الزمان ـ هداهن الله ـ لا يتقيدن باللباس الشرعي كاملا، قال ابن قدامة ـ رحمه الله ـ في المغني عند حديثه عن خروج النساء لصلاة العيد: وَإِنَّمَا يُسْتَحَبُّ لَهُنَّ الْخُرُوجُ غَيْرَ مُتَطَيِّبَاتٍ وَلَا يَلْبَسْنَ ثَوْبَ شُهْرَةٍ وَلَا زِينَةٍ وَلَا يَخْرُجْنَ فِي ثِيَابِ الْبِذْلَةِ، لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَلْيَخْرُجْنَ تَفِلَاتٍ ـ وَلَا يُخَالِطْنَ الرِّجَالَ، بَلْ يَكُنَّ نَاحِيَةً مِنْهُمْ. انتهى.
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: الاختلاط بين الرجال والنساء خلاف ما تقتضيه الشريعة الإسلامية، وخلاف ما كان عليه السلف الصالح، ألم تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل للنساء مكانا خاصا إذا خرجن إلى مصلى العيد، لا يختلطن بالرجال كما في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم حين خطب في الرجال نزل وذهب للنساء فوعظهن وذكرهن، وهذا يدل على أنهن لا يسمعن خطبة النبي صلى الله عليه وسلم، أو إن سمعن لم يستوعبن ما سمعن من الرسول صلى الله عليه وسلم. انتهى.
وللفائدة يرجى مراجعة الفتوى رقم: 70334.
والله أعلم.