الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهنيئًا لك التوبة, ونسأل الله لنا ولك الثبات.
وأما ما يحصل وقت النوم: فإن كان يحصل وأنت نائم فلا شيء عليك؛ لأن النائم مرفوع عنه القلم.
وأما إن كنت تتخيل هذه الأمور وأنت يقظان فلا يجوز ذلك؛ لأنه قد يجر للمحرم, فقد سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء: هل يجوز للشاب الأعزب أن يفكر في الجماع، أعني يتخيل أنه يجامع زوجته, وهو لم يتزوج بعد؟
فأجابت: لا يجوز له ذلك؛ لأنه ذريعة إلى ارتكاب الفاحشة، والوقوع في الشر والفساد. اهـ.
وسئلت أيضًا: قد تنتاب الإنسان شهوته, فيفكر في الجماع كثيرًا فينزل منه المني، فهل هذا يدخل من ضمن العادة السرية؟ هذا أمر, وإذا كان يفكر في الجماع لينزل المني فيشعر باللذة فهل هذا من قبيل العادة السرية أيضًا؟
فأجابت: إذا عرضت للإنسان خطرة ففكر في الجماع عفوًا فلا حرج عليه - إن شاء الله تعالى - لما في الصحيح عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله تجاوز لي عن أمتي ما وسوست به صدورها", وفي رواية: "ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم", لكن على من فكر فأنزل من تلذذه بالفكرة أن يغتسل؛ لأن حكم الجنابة قد تعلق به والحالة هذه.
أما إذا كان يعمد إلى هذا التفكير ويستجلبه بين الحين والآخر فهذا لا يجوز، ولا يليق بخلق المسلم، وينافي كمال المروءة.
وعلى المسلم أن يكف عنه, ويشتغل بما يصرفه عن إثارة شهوته بما ينفعه في دينه ودنياه، على أن تعمد الإثارة بغير الطريق المشروع مضر بالصحة في البدن والعقل، ويخشى أن يجر إلى ما لا تحمد عقباه. اهـ.
والله أعلم.