الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يتسنى بعد قراءة الفتوى التي أشار إليها السائل أن يسأل عن كفره إذا أحب برلمانيًا لم يتبين له أنه يستحل التشريع بما يخالف شرع الله تعالى، أو لا يستحله!! فإن من لوازم هذا السؤال: إنكار السائل لإعطاء أحد من البشر حق التشريع من دون الله تعالى. والمنصوص عليه في سؤال هذه الفتوى من كلام الشيخ الخضير أن: من يحب الديمقراطيين من أجل الديمقراطية، ويحب البرلمانيين المشرعين ... من أجل توجهاتهم وعقائدهم؛ فهذا كافر كفر تولي. اهـ.
وهذا واضح في حق من يحب هؤلاء لأجل توجهاتهم وعقائدهم، وأما من يحبهم من أجل صلة، أو إحسان، أو معاملة تجري بينهم ونحو ذلك مما لا يتعلق بعقائدهم وتوجهاتهم، فلا يدخل في هذا الحكم. وقد نبهنا في آخر الفتوى على أن "من قال: إنه يحب الديمقراطية، أو الحداثة، أو القومية أو غير ذلك من المذاهب المخالفة للإسلام، فينبغي عدم التسرع في الحكم عليه، حتى يُستفهم عن معنى هذا المذهب عنده، فقد يكون جاهلًا بحقيقته، أو له فهم خاص فيه"! فإن كان هذا في حق من يصرح بحب الديمقراطية ذاتها، فما بالنا بمن يحب برلمانيا؟!
كما أننا أحلنا في هذه الفتوى على فتاوى سابقة في بيان: متى تكون محبة الكافر كفرًا ومتى لا تكون؟ وبيان أن مولاة الكفار منها ما هو كفر، ومنها ما هو دون ذلك.
والله أعلم.