الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقائل هذه العبارة: إن كان يعني بوصف القصاص بالقسوة أنه عقوبة شديدة؛ لكي تكف عن القتل ابتداءً، فقد أصاب المعنى, وأخطأ في اللفظ! فإن هذا المعنى يعبر عنه بالردع والزجر، فيقال: عقوبة رادعة وزاجرة.
وأما إن كان يعني أن هذه الحكم غير مناسب, ولا يتواءم مع الحياة المدنية، ولا يتوافق مع الحرمة الإنسانية - كما يردده كثير من المخذولين -: فهذا كفر صريح ـ والعياذ بالله ـ قال تعالى: وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ {محمد: 8ـ 9}.
وقال سبحانه: إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ * فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ {محمد: 25ـ 28}.
وراجع في ذلك الفتاوى التالية أرقامها: 191529، 2297، 5824، 120744، 148731.
والله أعلم.