الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن مكائد الشيطان وعداوته للإنسان أنه يحاول أن يغيظه ويدخل عليه الغموم والأحزان، ولذلك قال الله تعالى عن النجوى: إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ {المجادلة:10}. فهذه الوساوس التي تنتابك، والخواطر التي تشغل بالك من كيد هذا اللعين، فاستعيذي بالله منه، وأعرضي عنه إعراضا تاما، فينقلب الأمر عليه بإغاظتك له بدلا من أن يغيظك؛ قال تعالى: وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ {فصلت:36}. وإذا أبيت إلا الاسترسال مع تلك الوساوس، فإنك تعينينه على نفسك، وتعذبينها مع غناك عن ذلك.
وينبغي أن تتذكري أن هذا الرجل قد صار خاطبا أو زوجا لك - إن كان قد عقد لك عليه العقد الشرعي - وأن تلك الفتاة قد صارت لغيره بخطبته لها، فهذا قد يعينك على إلهاء نفسك عن تلك الخواطر. وإثارة هذا الموضوع معه، وسؤالك له لا ينبغي، فإنه إن لم يضر لم ينفع.
وننبه إلى الحرص على إتمام الزواج قدر الإمكان، فإن إطالة أمد الخطوبة، أو تأخير الدخول قد يكون سببا للعوارض التي قد تحول دون إتمام الزواج.
ولمزيد فائدة راجعي الفتاوى التالية أرقامها: 1995، 24118، 100762.
والله أعلم.