الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فسبل الدعوة إلى الله تعالى ليست قاصرة على صور معينة، ولا يلزم أن تكون علنا، فإذا ضُيق عليك في دعوة غير المسلمين بشكل جماعي، فلا تقصِّر في الدعوة الفردية والسرية، عن طريق الحوار الشخصي والمجادلة بالتي هي أحسن؛ قال تعالى: قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا. [سبأ: 46].
قال السعدي: {قُلْ} يا أيها الرسول، لهؤلاء المكذبين المعاندين، المتصدين لرد الحق وتكذيبه، والقدح بمن جاء به: {إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ} أي: بخصلة واحدة، أشير عليكم بها، وأنصح لكم في سلوكها، وهي طريق نصف، لست أدعوكم بها إلى اتباع قولي، ولا إلى ترك قولكم، من دون موجب لذلك، وهي: {أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى} أي: تنهضوا بهمة، ونشاط، وقصد لاتباع الصواب، وإخلاص لله، مجتمعين، ومتباحثين في ذلك، ومتناظرين، وفرادى، كل واحد يخاطب نفسه بذلك ... اهـ.
ولتهتم في ذلك بالكلام عن محاسن الإسلام في عقيدته وشريعته، بما يفيد نقد الملل الباطلة دون التصريح باسمها. ولا يخفى أن ذلك يتطلب منك علما واسعا، فابذل جهدك في ذلك.
ثم اعلم أن التضييق عليك وإن بلغ مداه فسيبقى لك سببان للتأثير في من حولك ـ بعد الاستعانة بالله تعالى واللجوء إليه ـ وهما:
ـ اعتزازك بالإسلام والانتماء إليه، ورفع الرأس به.
ـ الدعوة بالقدوة الحسنة، فاستقامتك الشخصية وتمسكك بالدين ظاهراً وباطناً من أعظم أسباب إقبال الناس عليه.
وراجع للفائدة الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 100164، 21363، 28335.
والله أعلم.