الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق لنا الكلام عن هذه اللوحة الأثرية في الفتوى رقم: 222667.
كما سبق لنا بيان أن السامري ليس هو المسيح الدجال الذي يخرج آخر الزمان، وذلك في الفتوى رقم: 133392.
وأما المهدي: فاعتقاد خروجه مما اتفق عليه أهل الملل والنحل، المحق منهم والمبطل، مع اختلاف كبير في تعيين شخصه وبيان أحواله!! قال ابن القيم في المنار المنيف: اختلف الناس في المهدي على أربعة أقوال:
ـ أحدها: أنه المسيح ابن مريم، وهو المهدي على الحقيقة....
ـ القول الثاني: أنه المهدي الذي ولي من بني العباس وقد انتهى زمانه... .
ـ القول الثالث: أنه رجل من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم من ولد الحسن بن علي، يخرج في آخر الزمان وقد امتلأت الأرض جورا وظلما فيملأها قسطا وعدلا، وأكثر الأحاديث على هذا تدل ....
ـ وأما الرافضة الإمامية فلهم قول رابع: وهو أن المهدي هو محمد بن الحسن العسكري المنتظر من ولد الحسين بن علي، لا من ولد الحسن، الحاضر في الأمصار الغائب عن الأبصار، الذي يورث العصا ويختم الفضا، دخل سرداب سامراء طفلا صغيرا من أكثر من خمسمائة سنة فلم تره بعد ذلك عين، ولم يحس فيه بخبر ولا أثر، وهم ينتظرونه كل يوم يقفون بالخيل على باب السرداب ويصيحون به أن يخرج إليهم: اخرج يا مولانا، اخرج يا مولانا، ثم يرجعون بالخيبة والحرمان، فهذا دأبهم ودأبه، ولقد أحسن من قال: ما آن للسرداب أن يلد الذي ... كلمتموه بجهلكم ما آنا ... فعلى عقولكم العفاء فإنكم ... ثلثتم العنقاء والغيلانا. ولقد أصبح هؤلاء عارا على بني آدم، وضحكة يسخر منها كل عاقل ... اهـ.
ثم ذكر مهدي المغاربة: محمد بن تومرت، والمهدي الملحد: عبيد الله بن ميمون القداح، ثم قال: والمقصود أن هؤلاء لهم مهدي، وأتباع ابن تومرت لهم مهدي، والرافضة الاثني عشرية لهم مهدي، فكل هذه الفرق تدعي في مهديها الظلوم الغشوم والمستحيل المعدوم: أنه الإمام المعصوم والمهدي المعلوم الذي بشر به النبي صلى الله عليه وسلم وأخبر بخروجه، وهي تنتظره كما تنتظر اليهود القائم الذي يخرج في آخر الزمان فتعلو به كلمتهم ويقوم به دينهم وينصرون به على جميع الأمم. والنصارى تنتظر المسيح يأتي قبل يوم القيامة فيقيم دين النصرانية ويبطل سائر الأديان.... فالملل الثلاث تنتظر إماما قائما يقوم في آخر الزمان. اهـ.
ولمزيد الفائدة يمكن الاطلاع على الفتوى رقم: 74380.
والله أعلم.