الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعليك أن تتوبي إلى الله من تهاونك في حساب الزكاة وأدائها على وجهها الذي أمر الله به، واعلمي أن الزكاة بعد الحول حق الفقير، فلا يجوز لك أن تؤخريها عنه، وننبهك إلى أن هناك فرقاً بين عدد أيام السنة الهجرية والميلادية، فالفرق بين كل سنة هجرية مع السنة الميلادية هو اثنا عشر يوماً تقريباً، ولذا فإن عليك أن تجتهدي في تحديد السنوات التي أخرجت الزكاة فيها بالسنة الميلادية وحساب الأيام الزائدة ثم إضافتها إلى الحول الهجري الجديد للزكاة، والأصل أن زكاة المال تخرج في بلد المال ولو لم يكن المزكي فيها، والأصل أنها لا تُنقل مسافة قصر، كما بينا في الفتوى رقم: 117088.
وعليه، فالخيار الأولى لك أن توكلي من يخرجها في البلد العربي الذي فيه المال، فإن كانت أختك في هذه البلدة، أو بينها وبين البلدة دون مسافة القصر جاز إخراجها هناك، ويجوز لها أن تدفعها للأرملة الفقيرة، وإن لم تصل إلى حد الجوع ـ طالما لم تكمل الحاجات الضرورية ـ كالكسوة والدواء، ونحو ذلك، بقدر كفايتها، وكفاية طفليها، وإنما الإعطاء للفقر، أو المسكنة لا لليُتم، كما بينا في الفتوى رقم: 133841.
ولبيان حد الفقير الذي تدفع إليه الزكاة راجعي الفتوى رقم: 128146.
وقد بينا في الفتوى رقم: 41520، كيفية معرفة كون الشخص فقيراً أو مسكيناً مستحقاً للزكاة، تكون بعدة أمور:
1ـ التعرف شخصياً على حاله، كأن يكون من الجيران أو نحو ذلك.
2ـ إخبار الثقات بذلك.
3ـ إخبار المسكين عن نفسه فيصدق إذا لم يكن ظاهره يخالف دعواه.
حتى لو بان بعد أنه غني فقد أجزأت الزكاة، كما بينا في الفتوى رقم: 141138.
وننبهك ـ أختنا الكريمة ـ على أن هذا الدين يسر، والله تعالى يقول: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ {الحج: 78}.
فالذي ينبغي أن ينشرح صدرك للعبادة، وحسن الظن بالله، لا أن يكون حالك الضيق، والحزن، ونسأل الله أن يرزقك زوجاً صالحاً، وحياة طيبة، وذرية صالحة.
والله أعلم.