الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فننبه الأخ السائل ابتداء إلى أن كثيرا من أسئلته يغلب عليها الطول وبعضها أشبه بالبحوث الفقهية, ولا شك أن هذا سيأخذ منا وقتا وجهدا ليسا بالقليلين، وتحصيل هذا النوع من العلم طريقه قراءة كتبه على أهل العلم والجلوس بين أيديهم.
والذي يمكننا قوله بخصوص هذا السؤال هو أن الصائم إذا صام الأيام البيض ووافق ذلك الاثنين أو الخميس وكان صيامه في شهر المحرم ـ ونوى صومه كله مثلا ـ أنه يُرجى له حصول صيامها جميعا ـ إن شاء الله تعالى ـ بل لو صام فيها فرضا حصل له ثواب النفل معه عند بعض الفقهاء, جاء في إعانة الطالبين من كتب الشافعية: إذا كان عليه صوم فرض قضاء أو نذر وأوقعه في هذه الأيام المتأكد صومها: حصل له الفرض الذي عليه، وحصل له ثواب صوم الأيام المسنون... اهـ.
قال العلامة الرملي في نهاية المحتاج بشرح المنهاج: وَلَوْ صَامَ فِي شَوَّالٍ قَضَاءً أَوْ نَذْرًا أَوْ غَيْرَهُمَا أَوْ فِي نَحْوِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ حَصَلَ لَهُ ثَوَابُ تَطَوُّعِهَا، كَمَا أَفْتَى بِهِ الْوَالِدُ ـ رحمه الله تعالى ـ تَبَعًا لِلْبَارِزِيِّ وَالْأَصْفُونِيِّ وَالنَّاشِرِيِّ وَالْفَقِيهِ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ الْحَضْرَمِيِّ وَغَيْرِهِمْ، لَكِنْ لَا يَحْصُلُ لَهُ الثَّوَابُ الْكَامِلُ الْمُرَتَّبُ عَلَى الْمَطْلُوبِ. اهـ.
وفي دليل المحتاج: أما ما له سبب من النوافل كعرفة وعاشوراء وأيام البيض وستة من شوال... قال في المجموع: يشترط التعيين، وأجيب عليه بأن الصوم في الأيام المذكورة منصرف إليها، بل لو نوى به غيرها حصل أيضاً كتحية المسجد، لأن المقصود وجود صومها. اهـ.
وانظر للمزيد الفتويين رقم: 146709، ورقم: 140917، والفتاوى المرتبطة بها.
والله أعلم.