الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالخشوع مأمور به في جميع الصلوات فرضها ونفلها، وإنما يزيد الأجر وينقص بحسب تكميل أفعال الصلاة ومن أهمها الخشوع، وقد مدح الله الخاشعين في صلاتهم ولم يخص صلاة دون صلاة، فقال سبحانه: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ {المؤمنون:1ـ 2}.
وفي حديث عمار ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلوات الله عليه قال: إن الْعَبْدَ لَيُصَلِّي الصَّلَاةَ مَا يُكْتَبُ لَهُ مِنْهَا إِلَّا عُشْرُهَا، تُسْعُهَا، ثُمُنُهَا، سُبُعُهَا، سُدُسُهَا، خُمُسُهَا، رُبُعُهَا، ثُلُثُهَا، نِصْفُهَا. صححه محقق المسند.
وهذا عام في جميع الصلوات، قال ابن القيم رحمه الله: وهذا بإجماع السلف أنه ليس للمرء من صلاته إلا ما عقل منها وحضره بقلبه. انتهى.
فالمطلوب من العبد في جميع صلواته فرضها ونفلها أن يحرص على تكميل الخشوع وحضور القلب رجاء كمال الثواب وعظم الأجر.
والله أعلم.