خطر تهاون الرجل في التعامل مع النساء الأجنبيات

25-12-2013 | إسلام ويب

السؤال:
لدي إحدى الصديقات في الولايات المتحدة الأمريكية ـ والله يشهد على كلامي ـ إنسانة ملتزمة تخاف الله، لدرجه أنها لا تحب ولا تريد أن تبتسم في وجه رجل أجنبي ولو كانت بدون زوجها، كانت معي في المعهد وإن ضحك معها المدرس لا ترفع رأسها وتبتسم وعندها دين وأخلاق وأدب... وزوجها إنسان فيه خير كثير يحافظ على الصلوات ولا يسمع الغناء ومحبوب جدا من الجميع لكنها متضايقة منه، لأنهم عندما يخرجون إلى سوق.... يبتسم مع النساء الأجنبيات عنه، وكما تعلم هن كافرات وأسلوبه جذاب معهن، وتحدثت معه عن الموضوع دون جدوى وقالت له إنه لا يجوز، فما الحل في رأيكم؟ وهل يعاندها أم ماذا؟ أرجو مساعدتها؟ علما بأنه من الرجال الذين يمنعون عمل ودراسة المرأة في مكان مختلط، صحيح أنه جعلها تدرس في معهد مختلط، ويشهد ربي أنني كنت أراه يأتي إلى المعهد ليتجسس عليها، وعندما سألته قال لها أخاف أن تجلسي مع رجال أو تفعلي أمرا محرما، فما الحل؟ وما حكم ما يفعله زوجها مع الأدلة ؟.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالغيرة أمر محمود إذا لم تخرج عن حد الاعتدال، فإن كان هذا الرجل يغار على زوجته دون إفراط، فهذا أمر حسن، وإذا كان يبالغ في غيرته ويضيق على زوجته دون مسوّغ، فعليها أن تنصحه برفق وتبين له أنّ الإفراط في الغيرة مذموم، وإذا كان الرجل يتهاون أحياناً في التعامل مع الأجنبيات، فينبغي أن يُنبَّه إلى خطر هذا التهاون، فالتبسم والضحك والكلام بلا حاجة مع المرأة الأجنبية باب من أبواب الفتنة وذريعة إلى الفساد والشر، ولذلك نص الفقهاء على المنع من مكالمة الأجنبية دون حاجة، قال العلّامة الخادمي رحمه الله ـ في كتابه: بريقة محمودية ـ وهو حنفي: التكلم مع الشابة الأجنبية لا يجوز بلا حاجة، لأنه مظنة الفتنة.

وقد أمر الشرع بغض البصر عن الحرام، قال تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ {النور: 30}

وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِعَلِي: يَا عَلِيُّ؛ لاَ تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ، فَإِنَّ لَكَ الأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الآخِرَةُ. رواه أبو داود وحسنه الألباني.

وعَنْ جَرِيرٍ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ نَظْرَةِ الْفَجْأَةِ، فَقَالَ: اصْرِفْ بَصَرَكَ. رواه أبو داود.

وغض البصر من أنفع الأمور لحفظ الفرج وصلاح القلب، وراجعي في فوائده وثمراته الفتوى رقم: 78760.

فالذي ننصح به هذه المرأة أن تبين لزوجها خطر تهاونه في التعامل مع النساء الأجنبيات وتطلعه على كلام أهل العلم في ذلك، وتجتهد في حثه على حضور مجالس العلم والذكر وسماع المواعظ النافعة، على أن يكون نصحها له برفق وحكمة مع الحرص على القيام بحقه وإحسان عشرته، فإن ذلك أحرى لقبوله النصيحة، ويمكن أن تتواصل مع قسم الاستشارات في موقعنا هذا فستجد فيه ـ بإذن الله تعالى ـ ما ينفعها ويعينها.

والله أعلم.

www.islamweb.net