الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما دامت السائلة قد علمت أن ما تشكو منه إنما هو من أثر الوسوسة، فلتجتهد في صرف خاطرها وفكرها إلى ما ينفعها في دينها ودنياها، ولتجمع بين أداء حق الله تعالى وعبادته، وبين أداء حق دراستها التي يمكن أن تنفع بها نفسها وأمتها. خاصة ودراستها تتعلق بالطب، ولا تخفى حاجة نساء الأمة إلى مثل ذلك التخصص، هذا مع شرف هذا العلم في نفسه، فهو أشرف العلوم بعد علوم الشريعة، وقد ذكر الذهبي في ترجمة الإمام الشافعي من سير أعلام النبلاء عن تلميذه حرملة أنه كان يتلهف على ما ضيع المسلمون من الطب ويقول: ضيعوا ثلث العلم، ووكلوه إلى اليهود والنصارى.
ونقل عنه الذهبي أنه قال: لا أعلم علما بعد الحلال والحرام أنبل من الطب، إلا أن أهل الكتاب قد غلبونا عليه.
فاجتهدي في إتقان دراستك، واحتسبي أجر ذلك عند الله، واستعيني بالله تعالى، واصبري على كد التحصيل، فإن القمة لا يبلغها إلا عالي الهمة.
وراجعي للفائدة الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 145511، 64483، 60436.
ونسأل الله تعالى أن يعينك على الخير، وأن يوفقك لما يحب ويرضى، وأن يلهمك رشدك، وأن يقيك شر نفسك.
والله أعلم.