الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا في الفتوى رقم: 143977، حكم قطع الصلاة لإجابة أحد الوالدين.
ويمكنك أن تسألي أباك المريض ـ عفا الله عنه ـ قبل إقبالك على الصلاة، هل يحتاج إلى شيء؟ ثم تصلين بعد ذلك، ولا داعي للقلق، فأي قلق ينتاب من يقوم بالعبودية على وجهها، فالمؤمن عبد لله في كل موضع ومنه قطع النافلة لإجابة الوالد المريض، روى ابن عساكر في تاريخ دمشق عن ابن المبارك قال: قال محمد بن المنكدر: بات عمر يصلي وبت أغمز رجل أمي، وما أحب أن ليلتي بليلته، زاد علي بن مسلم، قال: وكان عمر أخا محمد وكانت له عبادة.
وأملي خيرا، فإن الله ينظر إلى قلوب عباده وأعمالهم ولا يضيع أجورهم، بل يجزيهم أحسن الجزاء، قال تعالى: فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ { آل عمران: 195}.
وقال تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {النحل: 97}.
وننبهك إلى أنه إن حصلت استغاثة من الوالد بحيث يُعلم كونه في حاجة إلى إنقاذ، فعليك أن تقطعي الفريضة، جاء في حاشية الطحطاوي الحنفي: يجب قطع الصلاة ولو فرضا باستغاثة شخص ملهوف لمهم أصابه كما لو تعلق به ظالم أو وقع في ماء أو صال عليه حيوان فاستغاث بالمصلي أو بغيره وقدر على الدفع عنه. اهـ
وراجعي للفائدة الفتوى رقم: 135453.
والله أعلم.