الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمثل هذه الأحكام من تحمل الذنوب، ولعن الملائكة: لا يجوز إثباتها، ولا اعتقادها دون دليل شرعي، وإلا فقد افتات قائلها على الشرع، وقال على الله ما لا علم له به، واتبع أمر الشيطان الرجيم، فقد قال تعالى: وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (168) إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (169) [البقرة]
وهذا مما حرمه الله تعالى، كما قال سبحانه: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (الأعراف: 33).
ولا نعلم شيئًا من أدلة الشرع يستفاد منه مثل هذه الأحكام الغريبة! وإنما نعلم منه: التحذير من الفتنة، والأمر باتقائها، والنهي عن الفواحش وقربانها، وسد الذرائع المؤدية إليها، والأمر بالعفة، وتزكية النفوس، وسلوك أسبابها؛ حتى لو أدى ذلك إلى إحزان البطالين، والذين في قلوبهم مرض، وراجعي للفائدة الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 110903، 8663، 5707، 9360، 114909
والله أعلم.