الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن سيدنا محمدًا صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء والرسل جميعًا؛ فقد تواترت بذلك نصوص الوحي من القرآن والسنة، وأجمعت عليه الأمة، فلا نبي ولا رسول بعده، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها؛ قال الله تعالى: مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا {الأحزاب:40}، وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعليّ - رضي الله عنه -: أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي.
وإذا كان هو - صلى الله عليه وسلم - خاتم الأنبياء، فمن باب أحرى أن يكون خاتم الرسل؛ لأن النبي أعم من الرسول، كما سيأتي، وانظر الفتويين: 24632، 48750.
أما الفرق بين النبي والرسول، فهو: العموم والخصوص، فالنبي أعم، والرسول أخص؛ فكل رسول نبي، وليس كل نبي رسولًا، وانظر الفتوى: 53449.
والله أعلم.