الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يغفر لك ذنبك، وأن يلهمك رشدك، وأن يقيك شر نفسك.
وأما ما سألت عنه: فينبغي أن يراعى في جوابه ما ذكرته عن نفسك سابقًا من كونك مصابًا بالوسواس القهري؛ ولذلك فإن ننصحك بأن تلزم الاستغفار، مع صدق النية في الاستقامة، وطلب المعونة من الله تعالى على ذلك، فليس في حالك ـ بحمد الله ـ ما يدل على الاستهزاء بالله تعالى، ولا الأمن من مكره، وإنما هو ضعف النفس، والوقوع في الذنب بسبب غلبة الهوى، وحب الراحة، شأنك في ذلك شأن كل من يقع في مخالفة شرعية من المسلمين، تغلبه نفسه الأمارة بالسوء فيقصر، ولكنه يجاهدها، ولا يصر على المعصية، بل يكرهها، ويود المعافاة منها، فيستغفر الله تعالى، وراجع في ذلك الفتويين: 179077، 137633.
وكذلك ليس هناك شرك أكبر ولا أصغر في ما ذكرت من الالتزام بمواعيد العمل؛ هروبًا من المشاكل، وإن كان ينبغي أن يحصل ذلك بنية صالحة تنفعك في آخرتك، وهي مراقبة الله تعالى، وأداء الأمانة، وبذل الواجب المستحق عليك في عملك، وراجع للفائدة الفتويين: 2649، 166247.
وعلى أية حال: فالذي ينبغي أن تهتم به هو إلزام نفسك بما فيه صلاح حالك في أمر دينك، ودنياك، ومن ذلك الالتزام بمواعيد عملك، وإتقانه.
والله أعلم.