الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإننا نشكر لك هذه الهمة العالية في طلب العلم والحرص على بلوغ المعالي، ونسأل الله أن يوفقك إلى ما تصبو إليه وفوق ما تصبو إليه، ومن سار على الدرب وصل ـ بإذن الله تعالى ـ فاستعن به سبحانه وسله التوفيق والسداد، فما خاب من دعاه وتعلق به ورجاه، قال سبحانه: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}.
ولا يخفى أن الغالب في المؤسسات التعليمية ونحوها أن لها لوائح تنظم عملها، فإن كانت هذه اللوائح تسمح بما ذكره صديقك فلا حرج عليك في المصير إليه، وكذلك الحال فيما إذا لم تكن ثمة لوائح، أو وجدت ولكنها لم تتضمن السماح بمثل هذا أو المنع منه إلا أن المدير مخول في ذلك ومفوض إليه الموافقة على مثله، ووافق على ذلك لغير محاباة أو رشوة وأشباهها من المخالفات الشرعية فلا بأس أيضا في أن تفعل مقترح صديقك، وإن لم يتوفر هذا أو ذاك، ولم يكن بالإمكان سلوك هذا المسلك إلا بنوع مخالفة لضوابط الشرع فلا يجوز لك أن تفعل، بل اتق الله واصبر وأكمل دراستك وسيكون التوفيق حليفك ـ بإذن الله ـ فقد قال الله تعالى: قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ {يوسف:90}.
والله أعلم.