الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فخُميسة: تصغير خمسة.
وأما معناها: فقد قال أحمد أمين في قاموس العادات والتقاليد والتعابير المصرية: خمسة وخميسة: عبارة عن كف فيها خمسة أصابع، وتصنع عادة من عاج، أو من فضة، أو من نحاس مطلي، ويزعمون أنها تستلفت النظر، فتقع عين الحسود عليها، فلا يؤذي الشيء الذي وضعت عليه ... ويعلقونها على كل من يخشون حسده.
وجاء في المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، لابن عطية الأندلسي - رحمه الله -: وهذه السورة خمس آيات، فقال بعض الحذاق: وهي مراد الناس بقولهم للحاسد إذا نظر إليهم: الخمس على عينيك، وقد غلطت العامة في هذا، فيشيرون في ذلك بالأصابع لكونها خمسة.
قال الأستاذ أحمد الشميمري في رسالة: العين حق، فصل: بدع في رد أثر العين: تبديل ذكر الله، والتبريك بألفاظ غريبة دخيلة، يعتقد أنها ترد أثر العين، مثل قولهم: خمسة وخميسة في عين الحسود. ثم قال في الحاشية: المقصود بها خمس آيات سورة الفلق، فبدلًا أن يقرؤوها تجدهم يستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير، فيقولون هذه المقالة اختصارًا.
وأما حكمها: فإن كان يعتقد أن الخمسة وخميسة تدفع الضر من دون الله، أو مع الله، فهو شرك أكبر.
وإن كان يعتقد أنها سبب، والله هو النافع الضار، فهذا كذب على الشرع والقدر، وهو ذريعة للشرك، فهو شرك أصغر.
وراجع الفتوى رقم: 23861، وتوابعها.
والله أعلم.