يجب على الزوج أن يعطي كلاً من أهله وزوجته حقهما
25-2-2004 | إسلام ويب
السؤال:
زوجة على خلاف حاد مع أهل الزوج حيث أهل الزوج قد قذفوها بأفظع الكلمات و الآن هذه الزوجة ترفض ذهاب أبنائها (الأحفاد) لزيارة أهل الزوج وهو فى حيرة حيث تطلب أم الزوج رؤية احفادها والزوجة ترفض وتقول إذا ذهب الأطفال إلى أهل الزوج فسوف تطلب الطلاق فما حكم الشرع وكيف يتصرف الزوج مع زوجته وأهله حيث إنه فى بلد أخرى للعمل وسوف يرجع إلى بلده بعد شهر وأمه تنتظر رجوعه لرؤية الأطفال؟
الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيجب على هذا الزوج أن يعدل بين أهله وبين زوجته، ويمنع كلا منهم أن يظلم الآخر حسب استطاعته.
قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين) [النساء: 135].
ويحرم عليه أن يرضخ لزوجته في عدم الذهاب بأولاده إلى أمِّـه ليسلموا عليها وتراهم وتقر بهم عينها. لأن في الرضوخ لزوجته في ذلك عقوقاً لأمه وقطيعة لرحمها، ولا يخفى ما في ذلك من الإثم الكبير عند الله تعالى، فالأم أولى بالبر والطاعة والصلة من أي شخص آخر.
وإن طلبت هذه الزوجة من زوجها الطلاق لغير مبرر شرعاً فليس ملزماً بأن يطلقها، بل إنه إن رأى المصلحة في إمساكها فليمسكها بالمعروف وليحذر من ظلمها وليعرفها ما لها وما عليها والحدود التي يجب عليها أن لا تتجاوزها.
وإن رأى المصلحة في تطلقيها أو مخالعتها فليفعل من ذلك ما فيه المصلحة.
وعلى هذا الزوج أن ينبه أهله علىحرمة القذف الشديدة وخطورة أمره عند الله تعالى، فهو من الكبائر الموبقات، قال الله تعالى: (والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبداً وأولئك هم الفاسقون إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم) [النور: 54، 55].
وثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اجتنبوا السبع الموبقات قالوا يا رسول الله وما هن ؟ قال: الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات". والله أعلم.