الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فقد بينا في الفتوى: 229753، صحة الحديث الوارد فيمن قرأ سورة الإخلاص عشر مرات وأن له قصرا في الجنة.
والحديث عام لم يخصص قراءتها في الصلاة أو خارجها, ولكن يبقى النظر في تكرارها في الركعة الواحدة في الصلاة هل هو مشروع أم لا؟ وقد نص بعض الفقهاء على كراهة هذا الأمر لكونه ليس من السنة ولا من فعل السلف الصالح, قال الونشريسي في المعيار المعرب: ومنها ـ أي من البدع ـ تكرار السورة الواحدة في التلاوة أو في الركعة الواحدة، فإن التلاوة لم تشرع على ذلك الوجه ولا أن يخص من القرآن شيء دون شيء في صلاة ولا في غيرها، فصار المخصص لها عاملاً برأيه في التعبد لله، وخرج ابن وضاح عن مصعب قال: سئل سفيان عن رجل يكثر قراءة: قل هو الله أحد ـ لا يقرأ غيرها كما يقرؤها، فكرهه، فقال: إنما أنتم متبعون، فاتبعوا الأولين، ولم يبلغنا عنهم نحو هذا، وإنما أنزل القرآن ليقرأ ولا يخص شيء دون شيء، وفي العتبية من سماع ابن القاسم: سئل مالك عن قراءة: قل هو الله أحد ـ مراراً في ركعة واحدة فكرهه وقال: هذا من محدثات الأمور التي أحدثوا ـ لئلا يعتقد أن أجر من قرأ القرآن كله هو أجر من قرأ: قل هو الله أحد ـ ثلاث مرات، لما روي عن النبي صلى الله عليه و سلم: أنها تعدل ثلث القرآن ـ ابن رشد: الذي عندي في معنى تعدل أن ما رتب من الثواب على ختم القرآن ثلثه لها وثلثاه لبقيته، وليس معناه أن من قرأها وحدها يكون له مثل ثواب ثلث ختمه، ولو كان معناه ذلك لآثر العلماء قراءتها على قراءة السور الطوال في الصلاة وعلى قراءتها دون سائر القرآن، ولم يفعلوا، وقد أجمعوا على أن قراءتها ثلاث مرات لا يساوي في الأجر من أحيى الليل بختمه. اهـ
وبهذا النقل يتبين لك أيضا أن قراءة سورة الإخلاص ثلاث مرات لا يحصل بها ثواب ختمة كاملة، والحديث الوارد في أن أحد الصحابة كان يقرأ بها في كل ركعة ليس فيه أنه يكررها في الركعة الواحدة. وراجع للفائدة الفتوى: 171407.
والله أعلم.