الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن تعليق الخرزة الزرقاء هو من باب تعليق التمائم، وهو محرم في الإسلام، وقد يكون شركاً أكبر، وقد يكون شركاً أصغر، على حسب اعتقاد من يعلقها، وتفصيل ذلك في الفتوى رقم:
4137 فلتراجع للأهمية، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن العين حق، فعن
ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" العين حق، ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين، وإذا استغسلتم فاغسلوا " وللمصاب بالعين علامات، ولعلاجه طرق شرعية نافعة، وهي مبينة في الفتاوى ذوات الأرقام:
7151 19782 16755وأما ما ذكرته عن بعض الأساتذة المتخصصين من أن العائن تنبعث من عينه موجات، وأن هذه الموجات هي التي تتسبب في العين فيتأذى بها الشخص المحسود فليس بمستبعد، فقد قال الإمام
ابن القيم رحمه الله في الطب النبوي:
وعقلاء الأمم على اختلاف مللهم ونحلهم لا تدفع أمر العين ولا تنكره وإن اختلفوا في سببه ووجهة تأثير العين، فقالت طائفة: إن العائن إذا تكيفت نفسه بالكيفية الرديئة انبعثت من عينه قوة سُمِّية تتصل بالعين فيتضرر... إلى أن قال رحمه الله:
"وقالت فرقة أخرى: لا يستبعد أن يبعث من عين بعض الناس جواهر لطيفة غير مرئية فتتصل بالمعين وتتخلل مسام جسمه فيحصل له الضرر" وقال رحمه الله في نفس المصدر:
"ولا ريب أن الله سبحانه خلق في الأجسام والأرواح قوى وطبائع مختلفة وجعل في كثير منها خواص وكيفيات تؤثر، ولا يمكن للعاقل إنكار تأثير الأرواح في الأجسام فإنه أمر مشاهد محسوس" وأما القول بأن الخرزة الزرقاء تمتص من خلال اللون الأزرق هذه الموجات، وبالتالي يسلم المحسود من أذى الحاسد، فمثل هذا الكلام كلام فاسد، وليس هناك دليل يثبته؛ بل إنا نقول: إن على المسلم ألا يعتقد صحته، ولا ثبوته لعدة أسباب:
الأول: أن العائن يصيب بفعل الله تعالى، كما قال الإمام
النووي رحمه الله:
"ومذهب أهل السنة أن العين إنما تفسد وتهلك عند نظر العائن بفعل الله تعالى، أجرى الله سبحانه وتعالى العادة أن يخلق الضرر عند مقابلة هذا الشخص لشخص آخر" انتهى.
والثاني: أن تعليق التمائم لا يجوز، كما بينا سابقاً.
والثالث: أن تعلق الإنسان بهذه الخرزة الزرقاء، واعتقاده أنها تمتص هذه الموجات، وبالتالي يسلم من أذى العائن، مثل هذا الأمر فيه ما فيه من تعلق القلب بغير الله تعالى.
والحاصل أن على المسلم ألا يلتفت لما قاله هؤلاء الأساتذة من تأثير الخرزة الزرقاء في الوقاية من العين، وعليه أن يتحصن بالرقى والأدعية الشرعية، وإذا ابتلي بالعين فدواؤه في كتاب الله، وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما هو مبين في الفتوى التي أحلناك عليها.
والله أعلم.