الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كتاب: مكاشفة القلوب في حضرة علام الغيوب ـ من الكتب المنسوبة للإمام أبي حامد الغزالي، وقد أنكر الباحثون في كتبه صحة نسبته إليه، قال الدكتور مشهد العلاّف في رسالته: كُتُب الإمام الغزالي الثَّابت مِنها والمنحول ـ هذا الكتاب منحول على الإمام الغزالي للأسباب الجليّة أدناه:
1ـ يقول المؤلف في بداية الكتاب: وبعد: فهذا كتاب اختصرته من الكتاب البديع، حسن الصنيع المسمى بمكاشفة القلوب المقرب إلى علام الغيوب المنسوب إلى الشيخ الغزالي، وقد سميته كأصله بمكاشفة القلوب، وأعوذ بالله من الشرك والذنوب واقتصرت فيه على مائة وأحد عشر باباً ليحفظ ما فيها أولوا العلم والألباب. ص:7 ـ فليس من المعقول أن يقول الغزالي مثل هذا ـ أي المنسوب ـ عن نفسه.
2ـ يذكر مؤلف الكتاب القرطبي المفسر وينقل عنه في الباب الثالث عشر في الأمانة ص: 39ـ ومن المعلوم أن القرطبي توفي 671 للهجرة والغزالي توفي 505 للهجرة، فكيف ينقل عنه؟.
3ـ ينقل الكاتب في عدة مواضع عن زهر الرياض، وهو على الأرجح كتاب: زهر الرياض وشفاء القلوب المِراض ـ لأبي العباس أحمد بن محمد بن أبي بكر الخطيب شهاب الدين القسطلاني المتوفى سنة 923 للهجرة.
4ـ الكتاب يذكر عددا كبير من الحكايات والعبر مجموعة من كتب الغزالي مثل إحياء علوم الدين، وبداية الهداية، ومن مؤلفين آخرين غير الغزالي، محشوة ومحشورة مع بعضها، مما يعلن عن غياب عقلية الغزالي وطريقته المستقلة المعهودة في التأليف. اهـ.
وذكره أيضا الدكتور عبد الرحمن بدوي في كتابه: مؤلفات الغزالي ـ تحت عنوان: القسم الخامس كتب منحولة ـ قال: وما دام الكتاب ينقل عن مؤلفين متأخرين عن الغزالي، فمن المقطوع به أنه منحول، على أن ما ورد في مقدمة الكتاب يؤذن بهذا الانتحال، وذلك في قوله: المنسوب إلى الشيخ الغزالي ـ فليس من المعتاد أبداً أن يذكر الغزالي على هذا النحو، ولابد أن يكون الغزالي ـ إن صحّ ـ شخصاً آخر غير حجة الإسلام. اهـ.
وأما عن تقويم الكتاب: فلم نقف على كلام للعلماء فيه، ولا على دراسة نقدية لمضمون الكتاب، وراجع للفائدة في ذكر جملة من كتب الرقائق الموثوقة الفتوى رقم: 128330.
والله أعلم.