إعراب ومعنى قوله تعالى: تَؤُزُّهُمْ أَزًّا

13-2-2014 | إسلام ويب

السؤال:
قال تعالى: "إنَّا أرْسَلْنا الشَياطينَ على الكافِرينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً" هل جملة: "تَؤُزُّهُمْ أَزًّا" في محل نصب حال، أو هي جملة تعليلية لإرسال الشياطين، أي: إنَّا أرْسَلْنا الشَياطينَ على الكافِرينَ لتَؤُزُّهُمْ أَزًّا؟ وماذا أفادت كلمة تَؤُزُّهُمْ؟ وما بلاغتها ؟
جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فجملة: "تؤزهم.." في محل نصب؛ حال من الشياطين؛ أي: حال كون تلك الشياطين تؤزهم أزًّا، ويمكن أن يقال: في محل رفع على الاستئناف إجابة لسؤال مقدر: ماذا تفعل بهم الشياطين؟ فيقال: تؤزهم أزًّا..

وهذان الإعرابان ذكرهما أهل التفسير، وعلى الأول أكثرهم؛ جاء في روح البيان لإسماعيل حقي الحنفي: أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ" .. حال كون تلك الشياطين تَؤُزُّهُمْ أَزًّا أي تغريهم. وجاء في البحر المديد في تفسير القرآن المجيد: ... وجملة (تَؤُزُّهُمْ): حال مقدرة من الشياطين، أو استئناف وقع جوابًا عن صدر الكلام، كأنه قيل: ماذا تفعل بهم الشياطين؟ قال: (تَؤُزُّهُمْ أَزًّا). اهـ.

وقد أفادتنا أو صورت لنا كلمة "تؤزهم" -التي هي فعل مضارع مؤكد بالمصدر- ما عليه الكفار من اضطراب وتناقض في العقيدة والتفكير، وهي استعارة من أزيز المرجل إذا اشتد غليانه، قال ابن عاشور في التحرير والتنوير: شَبَّهَ اضْطِرَابَ اعْتِقَادِهِمْ، وَتَنَاقُضَ أَقْوَالِهِمْ، وَاخْتِلَاقَ أَكَاذِيبِهِمْ بِالْغَلَيَانِ فِي صُعُودٍ وَانْخِفَاضٍ، وَفَرْقَعَةٍ وَسُكُونٍ، فَهُوَ اسْتِعَارَةٌ، فتأكيده بالمصدر ترشيح. اهـ.

والله أعلم.

www.islamweb.net