الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما رد تحيتهم بمثل ما يحيونك به، كأن تقول له: صباح الخير، إذا قال لك: صباح الخير، فهذا جائز لا حرج فيه، كما لا بأس أن تبدأهم بالسؤال عن الحال، أو بغير تحية الإسلام، كقول: صباح الخير، ونحوه، لا سيما إذا كان ذلك لمصلحة تأليف قلوبهم، ودعوتهم إلى الإسلام.
قال أبو سعد المتولي الشافعيّ: لو أراد تحية ذميّ، فعلها بغير السلام، بأن يقول: هداك الله، أو أنعم الله صباحك، قال النوويّ: هذا الذي قاله أبو سعد لا بأس به، إذا احتاج إليه فيقول: صبحت بالخير، أو بالسعادة، أو بالعافية، أو صبحك الله بالسرور، أو بالسعادة والنعمة، أو بالمسرة، أو ما أشبه ذلك. انتهى.
ولا حرج في إهدائهم الكتيبات الدعوية، وغيرها بغرض تأليف قلوبهم، وترغيبهم في الإسلام.
ولا حرج أيضًا في الاستمرار في التعامل معهم بنحو ما ذكر، ولو فرض أنهم لم يستجيبوا لك، فإن معاملتهم بالحسنى قد تؤثر فيهم، ولو بعد حين.
والله أعلم.