الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فينبغي للزوجين أن يسعيا لحل ما بينهما من الخلاف دون إخبار أحد من الناس؛ لأنّ اطلاع غيرهما على ما يحصل بينهما قد تترتب عليه مفاسد، وقد يؤدي إلى توسيع دائرة الخلاف، وزيادة المشكلات، لكن إذا لم يقدر الزوجان على حل الخلافات إلا بتدخل غيرهما، أو كان في إخبار غيرهما مصلحة راجحة، فالإخبار حينئذ لا بأس به، بل هو مطلوب للإصلاح وليس من الإفشاء المذموم للأخبار؛ وراجعي الفتوى رقم: 173325.
واعلمي أنّ المرأة منهية عن سؤال الطلاق لغير مسوّغ، أما إذا كانت تطلب الطلاق دفعاً لأذى أو ضرر يلحقها من زوجها، فلا حرج عليها في سؤاله؛ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا الطَّلَاقَ مِنْ غَيْرِ مَا بَأْسٍ، فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةِ. رواه أحمد.
قال السندي: أَيْ فِي غَيْرِ أَنْ تَبْلُغَ مِنَ الْأَذَى مَا تُعْذَرُ فِي سُؤَالِ الطَّلَاقِ مَعَهَا. حاشية السندي على سنن ابن ماجه.
فالذي ننصحك به أن تصبري على زوجك، وتعاشريه بالمعروف، وتتفاهمي معه، وتبيني له أنّه لا ينبغي له أن يخبر أحداً بكل خلاف بينكما، وإنما ينبغي عليكما أن تتعاونا على حلها بينكما ما استطعتما إلى ذلك سبيلا، ولمزيد من الفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.