الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالإفرازات المختلطة بالدم، تعد حيضا إذا خرجت من المرأة في زمن يمكن أن يكون حيضا، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 117028.
وقد بينا بالفتوى رقم: 118286 أنه ما دام مجموع أيام الدم وما يتخللها من نقاء لا يتجاوز خمسة عشر يوما، فجميعها يعد حيضا، -طالما جاء بعد خمسة عشر يوماً فأكثر من الحيضة السابقة- وأما إذا تجاوزت مدته خمسة عشر يوما، فإنه يعد استحاضة، فترجع المرأة إلى عادتها السابقة، فإن لم تكن لها عادة، فتعمل بالتمييز الصالح، فإن لم تكن مميزة، جلست غالب عادة النساء، وفعلت ما تفعله المستحاضة مما بيناه في فتاوى كثيرة؛ وانظري منها الفتوى رقم: 127434 ، ورقم: 156433.
وبالنظر إلى حالتك: فإن مجموع أيام الدم مع ما تخللها من نقاء، قد جاوز الخمسة عشر يوماً، فتبين أنك مستحاضة، فعليك والحالة هذه أن ترجعي إلى عادتك، فإن لم يكن لك عادة (وهو ما قد يظهر من قولك (غير منتظمة)، فعليك العمل بالتمييز الصالح، كما بينا في الفتويين السابقتين. فإن لم يكن لك عادة، ولا تمييز صالح، فإنك تجلسين غالب عادة النساء من أهلك ستة أيام، أو سبعة، وما عداها يكون استحاضة، فتغتسلين بعد مضي المدة التي عددتها حيضا، ثم تتوضئين لكل صلاة بعد دخول وقتها، مع التحفظ بشد خرقة أو نحوها على الموضع، وتصلين بوضوئك ذلك الفرض وما شئت من النوافل حتى يدخل وقت الفريضة الأخرى، وأما بخصوص ما تركته من صلوات، أو صيام، فراجعي الفتوى رقم: 212866 حول: حكم من تركت الصلاة ظانة أنها حائض، ثم تبين أنها مستحاضة.
والله أعلم.