الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لك التوفيق، والسداد، وينبغي أن تستحضري النوايا الحسنة في التفوق الدراسي؛ وللفائدة راجعي الفتوى رقم: 227833، وتوابعها.
ثم إن السعي في حاجات المسلمين، ونفعهم عبادة جليلة، كما بينا بالفتوى رقم: 76374.
وأما ما ذكرت من كونها قد تتفوق عليك؛ فنصيحتنا أن تجتهدي، وتُحسني نيتك في مساعدة من تحتاج إلى مساعدتك، فأنت بنيتك الحسنة، وبعملك الصالح، مثابة ومأجورة، وقد تفوقت في نتائج الامتحان. فماذا يضرك حقيقة لو جاءت نتائج صديقتك أعلى من نتائجك! وراجعي الفتوى رقم: 65113.
ثم إن المنافسة الحقيقية هي في أمر الآخرة.
قال الحسَن: إذا رأيت الرَّجُل يُنافِسُك في الدنيا، فنافسْه في الآخرة. اهـ.
وقال وُهَيب بن الوَرْد: إن استطعْتَ ألاَّ يَسْبِقَك إلى الله أحدٌ فافْعَل. اهـ.
وأما أمر الدنيا فمضمون، ويدفع عنك هذه الخواطر استحضار كون الأرزاق بيد الله تعالى، فهو الذي يقسم الأرزاق، واحرصي على الدعاء لها، فذلك يصرف عنك هذه الخواطر إن شاء الله.
وراجعي للفائدة الفتاوى أرقام: 118278، 157589، 232882.
وما دام الأمر مجرد خواطر ووساوس، فالحمد لله، ونرجو ألا يضيع أجرك؛ لأن الخواطر لا يُؤاخذ بها العبد؛ كما بينا بالفتوى رقم: 199793.
والواجب على العبد أن يأخذ بالأسباب، وأن يحرص على ما ينفعه، ولا يتكل على القدر؛ فقد بينا بالفتويين: 62466، 226699 النهي عن ترك العمل والاتكال على ما سبق به القدر.
والله أعلم.