الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإننا نسأل الله تعالى أولًا أن يذهب عنك هذه الوساوس، وأن يفرج كربك، إنه سبحانه سميع مجيب، واعلمي أن الوسواس القهري يمكن علاجه، فما عليك إلا أن تجتهدي في ذلك، وراجعي الفتوى رقم: 51601، ففيها بعض سبل العلاج.
ثم استيقني أن الكفر الذي تخافينه لم يقع لك، وأما ضحكك لقراءة الرسالة: فلا يترتب عليه بمجرده شيء، لا سيما وقد ذكرت أنه لم يخرج.
وعلى ذلك فأنت - بحمد الله - على إسلامك، ولم ترتدي ـ عياذًا بالله من ذلك ـ وقد تقرر في الشريعة أن من ثبت إسلامه بيقين، فلا يزول إسلامه بالشك؛ للقاعدة الفقهية المشهورة: اليقين لا يزول بالشك.
وعلى ذلك، فمسألة الغسل غير واردة في حالتك؛ لأنها مبنية على ثبوت ردتك؛ وذلك لم يثبت، فعليك أن تطرحي هذه الأفكار، ولا تجعلي للشيطان عليك سبيلًا، فإن الوسوسة مرض شديد، فلا تفتحي بابه على نفسك بالاسترسال مع تلك الوساوس، وبخصوص الوسوسة في الوضوء راجعي الفتوى رقم: 7578.
والله أعلم.