الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فشهادة جعفر الصادق على الشيخين الخليفتين الراشدين، وثناؤه عليهما، وتوليهما، والتبرؤ ممن يبغضهما ـ مشهور، وقد سبق أن ذكرنا شيئًا من ذلك في الفتوى رقم: 112346، وراجع كذلك الفتوى رقم: 79618.
ولكن الرواية التي ذكرها السائل لم نجدها بلفظها، ولكن معناها ثابت، كما سبقت الإشارة إليه.
وقال ابن حجر الهيتمي في الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة: أخرج الدارقطني عن سالم بن أبي حفصة ـ وهو شيعي لكنه ثقة ـ قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي، وجعفر بن محمد عن الشيخين فقالا: يا سالم تولهما، وابرأ من عدوهما فإنهما كانا إمامي هدي.
وأخرج عنه أيضًا قال: دخلت على أبي جعفر ـ وفي رواية: على جعفر بن محمد ـ فقال ـ وأراه قال ذلك من أجلي ـ: اللهم إني أتولى أبا بكر وعمر وأحبهما، اللهم إن كان في نفسي غير هذا، فلا نالتني شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة.
وأخرج عنه أيضًا: دخلت على جعفر بن محمد وهو مريض فقال: اللهم إني أحب أبا بكر وعمر وأتولاهما، اللهم إن كان في نفسي غير هذا فلا نالتني شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم.
وأخرج عنه أيضا: قال لي جعفر: يا سالم أيسب الرجل جده؟! أبو بكر جدي، لا نالتني شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم إن لم أكن أتولاهما، وأبرأ من عدوهما.
وأخرج عن جعفر أيضًا أنه قيل: إن فلانًا يزعم أنك تبرأ من أبي بكر! فقال: برئ الله من فلان، إني لأرجو أن ينفعني الله بقرابتي من أبي بكر، ولقد مرضت فأوصيت إلى خالي عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر - رضي الله عنهم -. اهـ.
والله أعلم.