حكم الحلف على عدم دخول التمر والبلح البيت

26-3-2014 | إسلام ويب

السؤال:
كنت أمزح مع أمي، فأقول لها: سأعيش على التمر، والبلح، فحلفت علي، وقالت: ( والله لا يدخلان البيت، ولو كنت ستعيش عليهما فلا تدخل البيت).
فهل يمينها بعدم دخول التمر والبلح المنزل يجوز؟ وكيف لا آكلهما وقد أوصى بهما الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام؟
فما حكم يمينها؟ وماذا أفعل؟ مع العلم أنها لن تقتنع بتكفير يمينها حتى ولو كان ذلك للعناد فقط، وأنا أعلم تماما أنها لن تصوم ثلاثة أيام؟

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا حرج على أمك في الحلف على عدم دخول التمر في بيتها، وخاصة إذا رأت أن في ذلك مصلحة؛ فاليمين ليست حراما، ولا تحرم حلالا، وإنما توجب الكفارة بالحنث. فعلى أمك إذا أرادت التراجع عن يمينها أن تكفر عنه كفارة يمين؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من حلف على يمين، فرأى غيرها خيراً منها، فليأت الذي هو خير، وليكفر عن يمينه. رواه مسلم.

وكفارة اليمين هي أولا: إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، أو تحرير رقبة، ولا ينتقل فيها إلى صيام ثلاثة أيام إلا في حالة تعذر الإطعام، والكسوة، ووجود الرقبة.

وإذا لم تقتنع أمك بالتكفير والرجوع عن يمينها، فلا حرج عليها في ذلك.

وأما قولك: وكيف لا آكلهما وقد أوصى بهما الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، فإن كان قصدك بأوصى. حديث: «كُلُوا الْبَلَحَ بِالتَّمْرِ.. فقد قال عنه الألباني: موضوع، وكذلك حديث: كُلوا التَّمرَ علَى الرِّيقِ، فإنَّهُ يقتُلُ الدُّودَ.

ولو ثبت أنه صلى الله عليه وسلم كان يأكل الأشياء المذكورة، فإن ذلك لا يعتبر من السنن التي يجب على المسلم فعلها؛ لما قرره أهل الأصول من أن هذا النوع من السنن لا يطالب المسلم باتباعه -صلى الله عليه وسلم- فيها.

قال العلامة سيدي عبد الله الشنقيطي في المراقي:

وفعله المركوز في الجبلّهْ    * كالأكل والشرب فليس مِلهْ

أي ليس شريعة، وسنة نتأسى به فيها، بل هو للإباحة.

وراجع لمزيد الفائدة فتوانا رقم: 52924 بعنوان: ليست كل أفعال النبي صلى الله عليه وسلم تشريعا. 

وقد بينا حكم يمين أمك في بداية الإجابة.

والله أعلم.

www.islamweb.net