الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد تضمن السؤال أن هذا الزواج قد تم، وهذا يعني أنه قد قدر لهما أن يسلكا هذا السبيل، والقدر يعني أن الله تعالى قد علم الشيء وكتبه في كتاب، وشاءه وخلقه، وأوجده، وهذا ما يمسى بمراتب القدر الأربع، وسبق لنا بيانها في الفتوى رقم: 7460.
وبما أن الزواج قد تم، فلا محل لهذا السؤال: فهل كانا سيتزوجان لو لم يتعرفا على بعضهما بتلك الطريقة الخاطئة؟
والله عز وجل يقدر الأمور مع أسبابها، خيرا كانت أو شرا ، فيقدّر أن فلانا يتزوج من فلانة بعد لقاء، أو تعارف، أو بدون ذلك، فيقع ما قدره الله، وهذا من الغيب، والغيب لا يعلمه إلا الله؛ قال تعالى: قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ {النمل:65}.
ولا ينبغي للمسلم أن يستبطئ الرزق فيحمله ذلك على طلبه عن طريق المعصية؛ روى الطبراني والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي أمامة- رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: نفث روح القدس في روعي أن نفسا لن تخرج من الدنيا حتى تستكمل أجلها، وتستوعب رزقها، فأجملوا في الطلب، ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعصية الله؛ فإن الله لا ينال ما عنده إلا بطاعته.
قال في مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح: وقوله: أن تطلبوه بمعاصي الله تعالى، إشارة إلى أن ما عند الله إذا طلب بمعصية الله ذم، وسمى حراما. وقوله: إلا بطاعته، إشارة إلى أن ما عند الله إذا طلب بطاعته مدح، وسمى حلالا .اهـ.
وننبه في الختام إلى خطورة ما يسمى بالتعارف بين الفتيان والفتيات عن طريق الإنترنت أو غيره؛ فإنه باب إلى الفساد، وطريق للفتنة يجب إغلاقه؛ وراجعي الفتوى رقم: 30003.
والله أعلم.