الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالحجاب الشرعي فريضة الله تعالى على النساء، ثبت ذلك بالقرآن والسنة وإجماع الأمة، وذلك لما فيه من العفة والحياء والصيانة للمرأة من الامتهان، وخلافاً لما كان عليه أهل الجاهلية من التبرج والسفور، قال تعالى:
(وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى) [الأحزاب:33].
وقد مضى بيان الحجاب بشروطه وأدلته في الفتاوى التالية:
2595،
5224،
21261.
فعليك أيتها السائلة أن تلتزمي بأمر الله تعالى، وبالالتزام به تنالين كل خير، قال تعالى:
(وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً) [الطلاق:4].
وقال تعالى:
(أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) [النساء:59].
ولتعلمي أن طلب ود الزوج وحبه مطلوب، والحصول عليه نعمة كبيرة من الله، ولكن نعم الله لا تُنال بمعصية الله، وإنما تنال بطاعته، ولعل ما تظنين أنه سيكون سبباً في نفور زوجك منك يكون سبباً في إقباله عليك وحبه لك، والقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، ومن المعلوم أن الالتزام بالحجاب طاعة لله عز وجل، والله تعالى يحب من أطاعه ويبغض من عصاه، وإذا أحب الله عبداً ألقى محبته في قلوب عباده وكتب له القبول في الأرض، كما صح بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وإننا لنوصي الزوج بتقوى الله تعالى، وحث زوجته على الحجاب والالتزام به قبل أن يأتي يوم يندم فيه النادمون حيث لا ينفعهم ندمهم، ولا يفيدهم تحسرهم، قال تعالى:
(وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) [مريم:39].
كما نحذره من مغبة النظر إلى المحرمات، ويراجع في هذا الفتوى رقم:
5776.
والله أعلم.