الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجماعة التكفير والهجرة جماعة ظهرت في مصر عام 1971م، وأطلقت على نفسها اسم جماعة المسلمين، وتولى قيادتها وصياغة أفكارها ومبادئها رجل يدعى شكري مصطفى، كان طالبًا في كلية الزراعة، واعتقل في عام 1965م، وأدخل السجن بتهمة انتمائه إلى جماعة الإخوان المسلمين، وفي السجن تولدت أفكاره ونمت، واعتبر نفسه مصلحًا عظيمًا والمهدي المنتظر، وبايعه أتباعه أميرًا للمؤمنين وقائدًا لجماعة المسلمين، وانتهى الأمر به إلى أن أُعدم هو وزملاؤه من قادة الجماعة في عام 1978م بتهمة اختطافهم واغتيالهم للدكتور محمد حسين الذهبي، الذي كان وزيرًا للأوقاف آنذاك.
وأهم أصول الجماعة ما يلي:
1- تكفير مرتكب الكبيرة، كما هو مذهب الخوارج قديمًا.
2- طعنهم في الصحابة وردهم لأقوالهم.
3- الحد الأدنى من الإسلام.
ويريدون بذلك أن الإسلام يتمثل في جملة من الفرائض التي يجب أداؤها، فمن لم يؤدها أو قصَّر فيها أو ترك بعضًا منها، فلا يعتبر مسلمًا، ولا شك أن هذا الفهم للإسلام فهم غريب شاذ لا أساس له ولا سند، فالأمور كلها كما يقول أبو عبيد: يستحق الناس بها أسماءها على ابتدائها والدخول فيها، ثم يفضل فيها بعضهم بعضًا، وقد شملهم فيها اسم واحد.
وكذلك الإيمان، صحيح أن الإسلام يتمثل في جملة من الفرائض التي يلزم أداؤها، ولكن هذا لا يعني أنه لا يطلق اسم الإسلام إلا على من قام بها جميعًا، كما أن من قصّر في أداء بعضٍ منها لا يسلبه هذا اسم الإسلام ولا يخرجه منه.
4- ومن أصولهم قاعدة التبين، ومعناها التوقف عن الحكم على من هو خارج جماعتهم حتى يتبين حالهم والبينة هي لزوم جماعتهم ومبايعة إمامهم، أو من ينوب عنه، فمن أجاب إليها كان مسلمًا ومن رفضها كان كافرًا، وقاعدة التبين هذه شبيهة بمبدأ الاستعراض الذي قال به وطبقه الأزارقة من الخوارج.
5- قاعدة تعارض الفرائض، وخبطوا في ذلك خبطًا عظيمًا حتى قالوا بترك الجمعة، لأنهم في مرحلة استضعاف، وأن من شروط الجمعة التمكين، وأباحوا لأنفسهم أعمالاً وممارسات لا سند لها من دين أو شرع تحت دعوى تعارض الفرائض وتقديم الهدف الأكبر إقامة الخلافة، على غيره من الأهداف.
6- مفاصلة المجتمع وهجرته، فأعلنوا المفاصلة التامة بينهم وبين مجتمع المسلمين الذي وصفوه بالجاهلية والكفر، وامتنعوا من الزواج من أفراد هذا المجتمع، وقالوا: إن الله حرّم نكاح المشركات.
فهذه بعض أصول جماعة التكفير والهجرة، إضافة إلى أخطائهم الكبيرة في المنهج كردهم الإجماع، ومنعهم للتقليد، وتكفيرهم للمقلد، ونبذهم لآراء الصحابة وأقوالهم.
وينظر بتوسع في كتاب دراسات في تاريخ المسلمين للدكتور أحمد جلي، فالواجب الحذر والتحذير من هذه الجماعة، وكشف فسادها وزيغها ورد شبهاتها ومزاعمها.
والله أعلم.