الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن موت الشخص مصليا الفجر، صائما هو من حسن الخاتمة، وموت الشخص على طاعة مما يرجى له به الخير، وأن يكون من أهل الجنة، وإن كان القطع بذلك ليس ممكنا؛ إذ مرد علم حقائق تلك الأمور إلى الله تعالى. ومن عقيدة أهل السنة أنهم لا يقطعون لمعين بجنة ولا نار إلا من شهد له الوحي بذلك، ولكنهم يرجون للمحسن، ويخافون على المسيء؛ وممن يرجى له الخير من ختم له بصالح عمل، وقد روى أحمد في مسنده من حديث أبي عنبة الخولاني- رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا أراد الله بعبد خيرا عَسَله قيل: وما عسله؟ قالَ: يَفْتَحُ لَهُ عَمَلاً صالِحاً قَبْلَ مَوْتَهِ، ثُمَّ يَقْبِضُهُ عليْهِ. وروى أحمد والترمذي عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا اسْتَعْمَلَهُ " قَالُوا: وَكَيْفَ يَسْتَعْمِلُهُ؟ قَالَ: " يُوَفِّقُهُ لِعَمَلٍ صَالِحٍ قَبْلَ مَوْتِهِ. وروى أحمد وغيره عن حذيفة- رضي الله عنه- قال: أسندت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى صَدْرِي فَقَالَ: "مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ ـ خُتِمَ لَهُ بِهَا، دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ صَامَ يَوْمًا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ، خُتِمَ لَهُ بِهَا، دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ، خُتِمَ لَهُ بِهَا، دَخَلَ الْجَنَّةَ.
فكل هذا دال على ما ذكرناه من أن من ختم له بخير، وكان آخر أمره عملا صالحا، كان هذا علامة على إرادة الله الخير به، نسأل الله أن يحسن خواتيمنا أجمعين.
والله أعلم.