الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فكل إنسان ميسر لما خلق له، فالمرأة ميسرة للقيام بأعمال لا يقوم بها الرجل، والرجل ميسر للقيام بأعمال لا تقوم بها المرأة؛ ومن ثم فالأولى أن تتمرن الفتاة على ما سيكون ألصق بها في حياتها المستقبلية، لا سيما بعد الزواج، وكذلك الأولى بالفتى أن يتمرس فيما سيكون ألصق به في مستقبله، فكما ينبغي تعويد الفتاة على الأعمال المنزلية، فإنه ينبغي تعويد الفتى على الأعمال الخارجية، كإحضار احتياجات المنزل، وممارسة ما يؤهله للقيام بأمور كسبه، ومعاشه مستقبلا، ونحو ذلك.
فحياة الخلق في هذه الدنيا قائمة على التكامل والتعاون، ومن ثم لزم توزيع الأعمال والمهام فيما بينهم حسب ما تقتضيه طبائعهم، وبهذا يستقيم حال المجتمع، فالعدالة المجتمعية إنما تتحقق بوضع الشيء في موضعه، وليس بالمساواة بين المختلفات.
وهذا لا يمنع أن يتعلم الفتى من أمور المنزل ما يلزمه لخدمة نفسه، فهذا أمر حسن وطيب، وقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يقوم بذلك أحيانا، كما ذكرنا في الفتوى رقم: 173801.
ومع ذلك فتظل الأولوية في أمور المنزل للفتاة، وفي خارجه للفتى.
وانظري الفتوى رقم: 117173.
والله أعلم.