الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لنا لك السلامة والعافية من كل بلاء، وأن يحفظ لنا ديننا، ويرزقنا الهدى والتقى والعفاف والغنى، ويؤتي نفوسنا تقواها، ويزكيها فهو خير من زكاها، هو وليها ومولاها، بمنه وكرمه، وما ذلك عليه بعزيز، ونسأله سبحانه أن يجزيك خيرا على الأوبة وأن يتقبل منك التوبة، ويحفظك فيما بقي، ونرجو أن تكون هذه الحادثة درسا لكل من تغتر بالشيطان وأمانيه الباطلة، ووعوده الكاذبة، فهذا من مكره، فهو يعمل ليل نهار لإضلال بني آدم بمختلف الوسائل، قال تعالى حكاية عنه: وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا{النساء120:119}.
فها أنت الآن ضحية للاستجابة لوساوسه ونزغاته، وليس من حق هذا الرجل أن يهددك بهذه الصور، ويجعلها وسيلة للضغط عليك للموافقة على زواجك منه، فننصحك أولا بالدعاء، أن يحميك الله من شره، ويرد عنك كيده، وذكريه بالله تعالى وأليم عقابه، وأنه لو فعل ما يهدد به ربما عاقبه الله في نفسه أو أهله أو ماله، عسى أن يرتدع.
وأما الزواج: فمجرد كون الرجل له زوجة سابقة ليس بعيب يمنع قبوله زوجا، فالمهم أن يكون صاحب دين وخلق يخاف ربه، ويعرف لزوجته حقها، فبالسؤال عنه يمكن معرفة حقيقة حاله، فإذا أثني عليه في دينه وخلقه في الجملة فاقبلي به زوجا، واستخيري الله تعالى في أمره، فإن كان في الزواج منه خير أتمه الله وإلا صرفه عنك، وانظري الفتويين رقم: 19333، ورقم: 123457.
وإن تبين أنه ليس مرضيا في دينه وخلقه، فلا توافقي على زواجه منك، وسلي الله تعالى أن يبدلك خيرا منه، وأن يصرف عنك أذاه، ونرشدك إلى الفتوى رقم: 20343، ففيها بعض الأدعية التي تناسب المقام.
والله أعلم.