الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالاستمتاع بين الرجل والمرأة الأجنبية دون عقد زواج شرعي استمتاع محرم، وكون هذا الاستمتاع لا يصل إلى الزنا الحقيقي الذي يوجب الحد، لا يعني أن أمره هين، بل هو معصية قبيحة وإثم مبين، وهو من الزنا المجازي، فقد سماه النبي صلى الله عليه وسلم زنا، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه. متفق عليه.
فالواجب على هذا الرجل أن يبادر بالتوبة إلى الله عز وجل، وذلك بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود، وعليه أن يستعفّ حتى ييسر الله له الزواج، قال تعالى: وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ {النور: 33}.
وأعظم ما يعين على الصبر والعفة الصوم، ففي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم: يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ، فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ.
فينبغي عليه أن يكثر من الصوم مع الحرص على غض البصر، وسد أبواب الفتنة، والبعد عن كل ما يثير الشهوة، وتقوية الصلة بالله والاعتصام به والتوكل عليه، وممارسة بعض الرياضة، وأن يشغل وقته بما ينفعه في دينه ودنياه، ويحرص على صحبة الأخيار الذين يعينونه على طاعة الله، وراجع الفتويين رقم: 36423، ورقم: 23231.
والله أعلم.