الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم هداك الله أن ترك الصلاة من أعظم الذنوب وأكبر الموبقات، بل هو كفر عند بعض أهل العلم، وترك الصلاة الواحدة باتفاقهم أعظم من الزنى والسرقة وشرب الخمر وقتل النفس، كما نقله ابن القيم في أول كتاب الصلاة، وانظر الفتوى رقم: 130853.
فعليك أن تبادر بالتوبة النصوح من هذا الذنب العظيم والجرم الجسيم، ثم إن صلاتك في بيتك صحيحة على الراجح يسقط بها الفرض، وإن كنت تأثم لترك الجماعة، فإنها واجبة على الراجح، ولكن صلاتك منفردا في بيتك أهون بكثير من ترك الصلاة بمرة ـ والعياذ بالله ـ فعليك أن تحرص على أداء الصلاة في جماعة في المسجد، فإن كان لك عذر من مرض أو نحوه يمنعك من الذهاب إلى المسجد، فلا إثم عليك في أن تصلي في بيتك منفردا، ولو صليت في بيتك جماعة مع بعض أهلك تأدى بذلك الواجب عند كثير من أهل العلم، وانظر الفتوى رقم: 128394.
وعلى كل حال، فالواجب عليك المبادرة بالتوبة النصوح وأن تحافظ على الصلوات في أوقاتها وألا تضيع شيئا منها، وأما ما تركته فيما مضى من صلوات ففي وجوب قضائه خلاف بين أهل العلم انظر لمعرفته الفتوى رقم: 128781.
ولبيان كيفية القضاء للصلوات الفائتة انظر الفتوى رقم: 70806.
وعليك إذا خرج منك المني باستمناء أو غيره أن تغتسل، ولا يلزمك الاغتسال ما لم يخرج منك المني، ولا تلتفت للشكوك والوساوس، وأما الاستمناء فإنه محرم يجب عليك أن تتوب إلى الله تعالى منه، وراجع الفتوى رقم: 7170.
ويعينك على التخلص منه الزواج إن أمكن، وإلا فالإكثار من الصوم ودعاء الله تعالى وشغل وقت الفراغ بما ينفع ومصاحبة الأخيار وترك صحبة الأشرار ومجانبة الأسباب المهيجة للشهوة، واجتهد في دعاء الله تعالى أن يصرف عنك السوء والفحشاء وأن يجعلك من عباده المخلصين.
والله أعلم.