الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا نعلم كتاباً جامعاً لكل أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكنها مجموعة ومحفوظة ـ بحمد الله تعالى ـ في دواوين السنة من الصحاح والسنن والمسانيد والمصنفات، وهناك الكتب الجامعة لكثير من الأحاديث، منها كتاب: جمع الجوامع للإمام السيوطي، وكتاب كنز العمال للمتقي الهندي، وكتاب جامع الأصول لابن الأثير، وقد جمع فيه الكتب الستة: صحيحي البخاري ومسلم والسنن الثلاثة: الترمذي وأبا داود والنسائي وموطأ الإمام مالك، ومن أحسن ما ألف في هذا العصر كتاب المسند الجامع إعداد لجنة متخصصة بإشراف: د. بشار عواد، وما يذكره شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ من الكتب في كتاب التسعينية وغيره من كتبه محتجا به ومعتمدا عليه يعتبر حجة عند أهل السنة، لأن تحقيق شيخ الإسلام وحفظه ومكانته في العلم معروفة، وأشهر كتب الصحاح عند أهل السنة هي: صحيح البخاري ومسلم ويليهما صحيح ابن خزيمة وصحيح ابن حبان.. قال الإمام النووي في شرح مسلم: اتفق العلماء على أن أصح الكتب بعد القرآن الكريم الصحيحان: صحيح البخاري، وصحيح مسلم، وتلقتهما الأمة بالقبول.
وقال السيوطي في ألفية الحديث في سياق حديثه عن الكلام عن الحديث الصحيح:
وخذُه حيث حافظ عليه نَصْ * أو منْ مصنف بجمعه يُخصّ
كابن خزيمة ويتلو مُسلما * وأوله البستي ثُمَ الحاكما.
ومن أشهر المسانيد عندهم مسند الإمام أحمد، ومسند الإمام أبي حنيفة، ومسند البزار، ومسند أبي يعلى الموصلي ومسند الحميدي، وقد جعله دخيل بن صالح اللحيدان أشهر المسانيد، كما جاء في كتابه طرق التخريج، ومثل لها العراقي في الألفية للمسانيد بقوله: كَمُسْنَدِ الطَّيَالَسِي وأحْمَدَا...
واشتهرت هذه المسانيد، لأنها مصنفة من أهل العلم والحفظ والتخصص الذين يعتمد على علمهم وحفظهم..
والله أعلم.