الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فبالنسبة للسؤال الأول: قد أجبنا عنه في الفتوى رقم: 130680 وقلنا إن الحديث الوارد في ذلك ضعيف.
وبالنسبة للسؤال الثاني: فما تشير إليه هو معنى حديث وارد عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو قوله عليه الصلاة والسلام: البركة تنزل وسط الطعام، فكلوا من حافتيه. رواه الترمذي قال الشيخ الألباني: صحيح لغيره.
وعليه، فإن المعنى الذي أشرت إليه صحيح، إذ يستحب الأكل من حافة الصحن أو القصعة، لا من وسطه للحديث المشار أليه آنفا، ولقول النبي صلى الله عليه لعمر بن أبي سلمة: يا غلام سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك. رواه البخاري وغيره.
وقال الشيخ ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين: وقوله صلى الله عليه وسلم: إن البركة تتنزل في وسط الطعام. يدل على أن الإنسان إذا أكل من أعلاه، أي من الوسط، نزعت البركة من الطعام. قال أهل العلم: إلا إذا كان الطعام أنواعا، وكان نوع منه في الوسط، وأراد أن يأخذ منه شيئا، فلا بأس مثل أن يوضع اللحم في وسط الصحفة، فإنه لا بأس أن تأكل من اللحم ولو كان في وسطها؛ لأنه ليس له نظير في جوانبها، فلا حرج كما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتتبع الدباء يلتقطها من الصحفة كلها، والدباء هي القرع. انتهى.
وانظر بشأن آداب الأكل عموما فتوانا رقم: 16952 .
والله أعلم.