الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالبيتان ينسبان لحسان بن ثابت ـ رضي الله عنه ـ وهما في ديوانه ص: 10 ط صادر، فإن صحت نسبتهما إليه فلا كلام. وعلى كل حال، فليس في البيتين ما يستنكر ولا فيهما غلو مذموم، ووصف رسول الله صلوات الله عليه بحسن الصورة منتشر في الأحاديث، وكونه مبرأً من العيوب الخَلْقية والخُلُقية أمر لا شك فيه، وقوله: كأنك قد خلقت كما تشاء ـ معناه أن أوصافك البشرية قد كملت بحيث لو تصور أن لك مشيئة في خلق نفسك لم تزد على هذا، ومن المعلوم أن الشخص لا يشاء لنفسه إلا أكمل الأمور وأفضلها، فهذا ما يريده الشاعر، وبالجملة، فالبيتان حسنان.
والله أعلم.