الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز لك حضور العرس المشتمل على المنكرات من الاختلاط والضرب بالمعازف ونحو ذلك، لقوله تعالى: وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ {النساء:140}.
فعليك أن تجتنبي شهود المنكر، لأن القاعدة أن من لم يستطع إزالة المنكر، فإنه يجب عليه أن يجتنبه ويزول عنه، ولا يجوز لك كذلك دعوة صديقاتك لحضور هذا العرس، لقوله تعالى: وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة:2}.
ويمكنك أن تخرجي من سخطهن بإعلامهن أن الذي منعك من دعوتهن هو وجود المنكرات في العرس، وعليك أن تعلمي والديك أنك لن تحضري لمكان المنكرات الموجودة في العرس، فإن أكرهت على الحضور بضرب أو نحوه، فلا إثم عليك إذاً، وأما بدون إكراه فلا يجوز لك شهود هذا المنكر، وعليك أن تكوني صلبة في دين الله لا تأخذك في الحق لومة لائم، ولا تخشين أحدا في ذات الله عز وجل، وأما أمر النقاب: فيكفيك أن تقولي لمن يسألك عن ذلك: إن هذا هو دين الله عز وجل، وهكذا كان يلبس أمهات المؤمنين، وأنت تحبين التشبه بخير نساء العالمين، فهن خير أسوة للمرأة المسلمة، وعليك أن تجتهدي في تعلم العلم النافع، ومعرفة الأدلة من الكتاب والسنة التي يمكنك بها إقناع من يكلمك، ولا حرج عليك إن صمتت إذا لم يكن عندك من العلم ما يكفي للإقناع وبيان الحق، فهذا خير من الكلام بالخطأ.
والله أعلم.