الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا بد للعبد من التوازن في الأعمال، والحديث المذكور هو من أجل القواعد في هذا الباب، وانظر الفتوى رقم: 139733.
وواضح من السؤال أنك لم تقصد السخرية من الحديث، وإنما قصدت أن هناك نصوصا أخرى تأمر وتحث على الاجتهاد فسخرت من ناصحك لأجل هذا، ولا دليل على تكفيرك بذلك، ولا على انشراح صدرك بالكفر، قال تعالى: وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ *عَظِيمٌ ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ {النحل: 106ـ 107}.
ولكن، اجتهد أن تحسن التأدب مع السنة، وأن تتخير حال الكلام عنها أفضل الألفاظ، فقد قال الله سبحانه: ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ {الحج:32}.
وفي صحيح مسلم عن سالِم بن عبـد الله أنَّ عبـد الله بن عمر قال: سمعت رسـول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تمنعوا نساءكم المساجد إذا استأذنكم إليها، قال: فقال ابنه بلال بن عبد الله بن عمر: والله لنمنعهن، قال: فأقبل عليه عبد الله فسبه سبًّا سيئًا ما سمعته سبه مثله قط، وقال: أُخْبِرُك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول: وَاللهِ لَنَمْنَعَهُنَّ.
وفي روايةٍ أخرى: فمَا كَلَّمَه عبد الله حتى مات.
مع أنه لم يقصد إلا خيراً، لكن لم يعذره ابن عمر على سوء الأدب مع السنة.
والله أعلم.